علماء: إذا كانت بذراعك هذه العلامة فأنت في مأمن من
قد تجد أعلى ذراعك اليسرى علامة لم تكن تعيرها اهتماما قديما،
منذ أن طُبعت قبل زمن بعيد.
العلامة هي أثر حقنة نفذت إبرتها في جلدك حين كنت طفلا يحبو،
ويعتقد بعض العلماء الآن بأن فيروس كورونا المستجد،
قد لا يقوى على من استوطنت الحقنة بجهاز المناعة فيه،
وقد يتراجع بسببها مهزوما بلا مضاعفات،
وبأرخص وأسرع مضاد.
الحقنة التي سيحتفلون العام المقبل بمرور 100 عام
على نجاح فرنسيين بتطويرها كلقاح مكافح للسل وبعض السموم،
سمّته الأوساط الطبية Bacillus Calmette- Guerin
المعروف بأحرفBCG للاختصار،
واستخدامه لا يزال أفضل ما يقوّي مناعة الأطفال ضد السل مدى الحياة. أما حاليا،
فيحاول الكثيرون في عدد من الدول الإفادة من اللقاح،
لعل وعسى يكتشفون فيه ما ينقذ مئات الآلاف من الفيروس المستجد،
ويعتقدون في الأوساط العلمية،
طبقا لما نشرت صحيفة South China Morning Post
أن الاصابات والوفيات بكورونا
“أقل لدى من تم تطعيمهم ضد السل بعمر الطفولة”
وهو ما توصلت إليه مراكز أبحاث ودراسات طبية في دول عدة.
وورد بموقع معهد Murdoch Children’s Research Institute
التابع لجامعة ملبورن الأسترالية، عن البروفسور Nigel Curtis بالمعهد،
أن الحقنة “تقوّي المناعة ضد الجراثيم والبكتيريا المسببة السل
بنسبة لا تزيد عن 70% تقريبا،
وقد تفقد تأثيرها عند البعض مع الزمن،
فيما التلقيح ثانية بها غير محمود” كما قال.
كيرتس، الخبير الباحث بالأمراض المعدية،
قاد فريقا أعد دراسة ورد عنه فيها أن أحدا لا يعتبر الحقنة:
“شافية (من كورونا) وما نريده هو تقليل وقت إزعاج الفيروس لعمال الرعاية الصحية المصابين،
للتعافي والعودة إلى العمل بأقرب وقت” وفق رأيه،
المعزز بما يقوله خبراء آخرون وفيها أجمعووا بأن الحقنة
“تقلل من التهابات الجهاز التنفسي، وتدرب جهاز المناعة على التعرف إلى مجموعة متنوعة من الإصابات،
بحيث يعترضها ويتصدى لمكافحتها” وبينها فيروسات وجراثيم وطفيليات.
وكانت إحدى الدراسات الأولى لاستكشاف فوائد التطعيم بحقنة BCG
تم نشرها في 2011 عن تطعيم 2320 طفلا بشكل عشوائي
في دولة “غينيا بيساو” بالغرب الإفريقي،
وأفادت “أن معدلات الوفيات من الأمراض المعدية انخفضت 40% بين خفيفي الوزن منهم”
فيما أكدت دراسات وبائية أخرى،
أهمها واحدة عن اختبارات استمرت 25 سنة على 150 ألف طفل من 33 دولة،
أن الحقنة قللت خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحاد بنسبة 40% أيضا في من تم تطعيمهم،
أما كبار السن، فكشفت دراسة بشأنهم أن لقاحات BCG المتتالية قللت من التهابات الجهاز التنفسي العلوي الحاد،
وخلصت مراجعة حديثة أجرتها “منظمة الصحة العالمية” قبل مدة، إلى أن آثارها مفيدة،
وأوصت بإجراء مزيد من الاختبارات،
فيما وجد تحليل حديث لما أحدثه المستجد في الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط،
أن إصابات ووفيات حدثت أكثر بالتي لم تنفذ،
أو تخلت عن برنامج التلقيح العالمي بالحقنة.
أما الدول حيث الدخل مخفوض، فاستبعدها القائمون بالتحليل،
لأنهم لا يثقون ببياناتها ولا يرغبون بإضاعة الوقت في عالم يلهث للعثور سريعا على علاج.
لكن منظمة الصحة العالمية أصدرت، يوم 12أبريل الجاري ،
ملخصا علميا قالت فيه إنه لا يوجد، حتى الآن،
أي دليل على أن لقاح السل يحمي من الإصابة بمرض كوفيد-19.
وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان للإعلام،
إنه لا يوجد أي سند علمي للأخبار المتداولة
بشأن فعالية لقاحي الدرن والحصبة لعلاج فيروس كورونا والوقاية منه.
وأضاف مجاهد في تصريحات صحفية سابقة:
“لا يوجد سند علمي لذلك، وبحسب المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية فلا يوجد أساس علمي لهذه الأخبار،
ولا يمكن ربط هذين الأمرين ببعضهما البعض حتى الوقت الحالي”.